الجنس : عدد المساهمات : 777 تاريخ التسجيل : 05/07/2009 الدولة : مصر العمل/الترفيه : المدير العام المزاج : الحمد لله
موضوع: غزوة الفتح الاعظم جزء3 الجمعة 07 أغسطس 2009, 8:59 pm
ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمى الله الأخبار عن قريش ، لكنهم على وجل . فكان أبو سفيان يتجسس هو وحكيم بن حزام ، وبديل بن ورقاء . وكان العباس قد خرج قبل ذلك بأهله وعياله مسلما مهاجرا . فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجحفة . فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران نزل عشاء فأمر الجيش فأوقدوا النيران . فأوقد أكثر من عشرة آلاف نار . فركب العباس بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وخرج يلتمس لعله يجد بعض الحطابة أو أحدا يخبر قريشا . ليخرجوا يستأمنون رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يدخلها عنوة . قال فوالله إني لأسير عليها ، إذ سمعت كلام أبي سفيان وبديل يتراجعان يقول أبو سفيان ما رأيت كالليلة نيرانا قط ولا عسكرا . قال يقول بديل هذه والله خزاعة حمشتها الحرب . قال يقول أبو سفيان خزاعة أقل وأذل من أن تكون هذه نيرانها . فقلت : أبا حنظلة ؟ فعرف صوتي ، فقال أبا الفضل ؟ قلت : نعم قال ما لك ، فداك أبي وأمي ؟ قال قلت : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس واصباح قريش والله قال فما الحيلة ؟ قلت : والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك . فاركب في عجز هذه البغلة حتى آتيه بك ، فأستأمنه لك . فركب خلفي . ورجع صاحباه فجئت به . فكلما مررت بنار من نيران المسلمين قالوا : من هذا ؟ فإذا رأونا قالوا : عم رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته . حتى مررت بنار عمر فقال من هذا ؟ وقام إلي . فلما رأى أبا سفيان قال عدو الله ؟ الحمد لله الذي أمكن الله منك بغير عقد ولا عهد . ثم خرج يشتد نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم . وركضت البغلة فسبقته واقتحمت عنها . فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم . ودخل عليه عمر . فقال يا رسول الله هذا أبو سفيان . قد أمكن الله منه بغير عقد ولا عهد فدعني أضرب عنقه . فقلت : يا رسول الله إني قد أجرته . فلما أكثر عمر قلت : مهلا يا عمر . فوالله لو كان من بني عدي بن كعب ما قلت هذا . قال مهلا يا عباس . فوالله لإسلامك كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلم . وما بي إلا أني عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب به يا عباس إلى رحلك . فإذا أصبحت فأتني به . ففعلت . ثم غدوت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال ويحك يا أبا سفيان ألم يأن أن تعلم أن لا إله إلا الله ؟ قال بأبي أنت وأمي ، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك والله لقد ظننت أن لو كان مع الله غيره لقد أغنى عني شيئا بعد . قال ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله ؟ قال بأبي أنت وأمي ، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك ، أما هذه ففي النفس حتى الآن منها شيء . فقال له العباس ويحك . وأسلم قبل أن يضرب عنقك . قال فشهد شهادة الحق فأسلم . فقال العباس إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئا ، قال نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن . فلما ذهب لينصرف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عباس احبسه بمضيق الوادي عند خطم الجبل حتى تمر به جنود الله فيراها فخرجت حتى حبسته . ومرت القبائل على راياتها . حتى مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبته الخضراء - لكثرة الحديد وظهوره فيها - فيها المهاجرون والأنصار ، لا يرى منهم إلا الحدق . فقال سبحان الله يا عباس . من هؤلاء ؟ قلت : هذا رسول في المهاجرين والأنصار - قال ما لأحد بهؤلاء طاقة . وكانت راية الأنصار مع سعد بن عبادة . فلما مر بأبي سفيان قال اليوم يوم الملحمة . اليوم تستحل الحرمة . اليوم أذل الله قريشا فذكره أبو سفيان لرسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال كذب سعد . ولكن هذا اليوم يوم تعظم فيه الكعبة اليوم أعز الله قريشا ثم نزع اللواء من سعد . ودفعه إلى قيس ابنه . ومضى أبو سفيان . فلما جاء قريشا صرخ بأعلى صوته . هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن . قالوا : قاتلك الله وما تغني عنا دارك " ؟ قال ومن أغلق عليه بابه فهو آمن . ومن دخل المسجد فهو آمن فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد .