الجنس : عدد المساهمات : 777 تاريخ التسجيل : 05/07/2009 الدولة : مصر العمل/الترفيه : المدير العام المزاج : الحمد لله
موضوع: غزوة الفتح الأعظم جزء2 الجمعة 07 أغسطس 2009, 8:57 pm
ثم قدم أبو سفيان . فدخل على ابنته أم حبيبة . فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته عنه . فقال يا بنية ما أدري : أرغبت بي عن هذا الفراش ، أم رغبت به عني ؟ قالت بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأنت مشرك نجس . فقال والله لقد أصابك بعدي شر . ثم خرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فكلمه فلم يرد عليه شيئا . ثم ذهب إلى أبي بكر فكلمه في أن يكلم النبي صلى الله عليه وسلم . فقال ما أنا بفاعل . ثم أتى عمر فقال أنا أشفع لكم ؟ والله لو لم أجد إلا الذر لجاهدتكم به . ثم دخل على علي وعنده فاطمة - والحسن غلام يدب بين يديها - فقال يا علي ، إنك أمس القوم بي رحما وإني جئت في حاجة فلا أرجعن خائبا . اشفع لي إلى محمد . فقال قد عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه - فقال لفاطمة هل لك أن تأمري ابنك هذا ، فيجير بين الناس . فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر ؟ فقالت ما يبلغ ابني ذلك . وما يجير أحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال يا أبا الحسن إني رأيت الأمور قد اشتدت علي فانصحني . قال والله ما أعلم شيئا يغني عنك . ولكنك سيد بني كنانة فقم وأجر بين الناس ثم الحق بأرضك . فقال أوترى ذلك مغنيا عني شيئا ؟ قال لا ، والله ما أظنه ولكن ما أجد لك غير ذلك . فقام أبو سفيان في المسجد فقال يا أيها الناس إني قد أجرت بين الناس . ثم ركب بعيره . وانصرف عائدا إلى مكة . فلما قدم على قريش قالوا : ما وراءك ؟ قال جئت محمدا فكلمته ، فوالله ما رد علي شيئا ، ثم جئت ابن أبي قحافة . فلم أجد فيه خيرا . ثم جئت عمر بن الخطاب ، فوجدته أدنى العدو - يعني : أعدى العدو ثم جئت عليا فوجدته ألين القوم وقد أشار علي بكذا وكذا . ففعلت . قالوا : فهل أجاز ذلك محمدا ؟ قال لا . قالوا : ويلك ، والله إن زاد الرجل على أن لعب بك . وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بالجهاز وقال اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش ، حتى نبغتها في بلادها فكتب حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش كتابا ، يخبرهم فيه بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم . ودفعه إلى سارة - مولاة لبني عبد المطلب - فجعلته في رأسها . ثم فتلت عليه قرونها . وأتى الخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم من السماء . فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا والزبير إلى المرأة فأدركاها بروضة خاخ . فأنكرت . ففتشا رحلها . فلم يجدا فيه شيئا فهدداها . فأخرجته من قرون رأسها . فأتيا به رسول الله صلى الله عليه وسلم . فدعا حاطبا . فقال " ما هذا يا حاطب ؟ " فقال لا تعجل علي يا رسول الله . والله إني لمؤمن بالله ورسوله وما ارتددت ولا بدلت ، ولكني كنت امرئ ملصقا في قريش ، لست من أنفسهم . ولي فيهم أهل وعشيرة وولد . وليس لي فيهم قرابة يحمونهم . وكان من معك لهم قرابات يحمونهم . فأحببت أن أتخذ عندهم يدا . قد علمت أن الله مظهر رسوله ومتم له أمره . فقال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنقه . فإنه قد خان الله ورسوله . وقد نافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قد شهد بدرا وما يدريك يا عمر ؟ لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم . فقد غفرت لكم . فذرفت عينا عمر وقال الله ورسوله أعلم .